17 - 07 - 2024

إيقاع مختلف| يوسف البساطى

إيقاع مختلف| يوسف البساطى

سوف أستأذن قرائى الأعزاء فى أن يمنحونى هذا العدد مساحة خاصة للشجن، فى وداع شخصية رياضية عرفتها مصر كلها، لكن توهجها الخاص ظل مرتبطاً بدمياط عامة، وميت أبو غالب بصفة خاصة.

فأنت إذا عددت خمس شخصيات رياضية متميزة من دمياط، فلابد أن تكون هذه الشخصية إحداها، تستطيع أن تضع رفعت الفناجيلى طبعاً على رأس القائمة، ولا يمكنك أن تفلت من بريق عصام الحضرى، ولا أن تتجاهل موهبة عبد المنعم بدران، ولا يمكن لى أنا أنأغمض عينى عن صديقى الموهوب قابيل البساطى، ولا يمكن لك ولا لى ولا لأى منصف أن نتجاهل هذه الشخصية الرياضية المتميزة "يوسف البساطى"، حارس مرمى دمياط الموهوب فى النصف الثانى من السبعينيات والأول من الثمانينيات، ثم مدرب الحراس صاحب البصمة الواضحة، والحكم صاحب القرار الشجاع والعدالة الساطعة.

لابد أن مجايلىَّ من أبناء محافظتى الدقهلية ودمياط يذكرون هذا الاسم جيداً، ويذكرون تلك المرونة المدهشة التى كان يتمتع بها، ورد الفعل المذهل الذى كان يتميز به، وكيف أنه كان نجم نجوم السداسيات، الذى تنظر إليه الجماهير نظرتهم إلى النجوم ذائعة الصيت، حين تشارك فى هذه الأحداث، فهو النجم الذى يرونه على الشاشات فى مواجهة الخطيب وحسن شحاته وأسامة خليل والجارم، فلا عجب أن ينبهروا به بينهم.

أما أنا، فلا يمكن أن أنسى وجهه دائم الابتسام، ولا طباعه المرنة السلسة اللينة، ولا أخلاقه الراقية، ولا قدرته على حل أعقد المشكلات بأيسر السبل. 

أذكر أنه قدر لى أن أكون أصغر عضو بمجلس إدارة "نادى ميت أبو غالب" الذى كان يرأسه أخوه الخلوق "وحيد البساطى"، ولأن الأمر لا يخلو من مشكلات مع الجهة الإدارية، بعضها يستعصى على الحل، فقد أتاحت لى هذه المشكلات أن أرى طريقته المدهشة فى التدخل لحلها، فى بساطة تدعو للإعجاب، ومرونة تدعو للدهشة، وابتسامة تجبر الحجر على أن يصير إنسانا.

أودع "يوسف البساطى" بمزيج من المحبة والاحترام، مستعيداً تلك الأيام التى كانت فيها الأندية ومراكز الشباب ساحة حقيقية للكشف عن الكنوز البشرية فى مختلف الميادين الرياضية والاجتماعية والثقافية والإدارية، وأعترف بأنى مدين لهذه الحالة المدهشة بالكثير الذى لا أستطيع إحصاءه.

وداعاً "يوسف البساطى" وصادق العزاء لأسرته الصغرى وأسرته الكبرى ومحبيه الصادقين.
-----------------
بقلم: السيد حسن


مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة